أبواب متفرقة
390 - باب ما جاء في صلاة الاستسقاء
553 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين جهر بالقراءة فيها وحول رداءه ورفع يديه واستسقى واستقبل القبلة".
وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة وأنس وآبي اللحم.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح.
وعلى هذا العمل عند أهل العلم وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
واسم عم عباد بن تميم هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.
554 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم
- "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي وهو مقنع بكفيه يدعو".
قال أبو عيسى: كذا قال قتيبة في هذا الحديث "عن آبي اللحم" ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد.
وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة.
555 - حدثنا قتيبة أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحاق وهو ابن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني الوليد بن عقبة وهو أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقال:
- "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
556 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع عن سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه فذكر نحوه، وزاد فيه متخشعا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وهو قول الشافعي قال يصلي صلاة الاستسقاء نحو صلاة العيدين، يكبر في الركعة الأولى سبعا، وفي الثانية خمسا، واحتج بحديث ابن عباس.
قال أبو عيسى: وروى عن مالك بن أنس أنه قال: لا يكبر في صلاة الاستسقاء كما يكبر في صلاة العيدين.
391 - باب في صلاة الكسوف
557 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس
- عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها".
وفي الباب عن علي وعائشة وعبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير والمغيرة بن شعبة وأبي مسعود وأبي بكرة وسمرة وابن مسعود وأسماء ابنة أبي بكر وابن عمر وقبيصة الهلالي وجابر بن عبد الله وأبي موسى وعبد الرحمن بن سمرة وأبي بن كعب.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.
وقد روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه صلى في كسوف أربع ركعات في أربع سجدات".
وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
قال: واختلف أهل العلم في القراءة في صلاة الكسوف، فرأى بعض أهل العلم أن يسر بالقراءة فيها بالنهار.
ورأى بعضهم أن يجهر بالقراءة فيها كنحو صلاة العيدين والجمعة.
وبه يقول مالك وأحمد وإسحاق يرون الجهر فيها.
قال الشافعي لا يجهر فيها.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كلتا الروايتين.
صح عنه أنه صلى أربع ركعات في أربع سجدات، وصح عنه أنه صلى ست ركعات في أربع سجدات.
وهذا عند أهل العلم جائز على قدر الكسوف، إن تطاول الكسوف فصلى ست ركعات في أربع سجدات فهو جائز، وإن صلى أربع ركعات في أربع سجدات وأطال القراءة فهو جائز.
ويرى أصحابنا أن يصلي صلاة الكسوف في جماعة في كسوف الشمس والقمر.
558 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت:
- "خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فأطال القراءة ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة، وهي دون الأولى ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الأول، ثم رفع رأسه فسجد ثم فعل ذلك في الركعة الثانية".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق يرون صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات.
قال الشافعي: يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن ونحوا من سورة البقرة سرا إن كان بالنهار، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع رأسه بتكبير وثبت قائما كما هو، وقرأ أيضا بأم القرآن ونحوا من آل عمران، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته ثم رفع رأسه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد سجدتين تامتين، ويقيم في كل سجدة نحوا مما أقام في ركوعه، ثم قام فقرأ بأم القرآن ونحوا من سورة النساء، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع رأسه بتكبير وثبت قائما، ثم قرأ نحوا من سورة المائدة، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع فقال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد سجدتين، ثم تشهد وسلم".
392 - باب كيف القراءة في الكسوف
559 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب قال:
- صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا".
وفي الباب عن عائشة.
قال أبو عيسى: حديث سمرة بن جندب حديث حسن صحيح غريب.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا. وهو قول الشافعي.
560 - حدثنا أبو بكر محمد بن أبان أخبرنا إبراهيم بن صدقة عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة:
-"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها"
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وروى أبو إسحاق الفزاري عن سفيان بن حسين نحوه.
وبهذا الحديث يقول مالك وأحمد وإسحاق.
393 - باب ما جاء في صلاة الخوف
561 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم فقام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم".
وفي الباب عن جابر وحذيفة وزيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود وسهل بن أبي حثمة وأبي عياش الزرقي واسمه زيد بن صامت وأبي بكرة.
قال أبو عيسى: وقد ذهب مالك بن أنس في صلاة الخوف إلى حديث سهل بن أبي حثمة.
وهو قول الشافعي.
وقال أحمد: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف على أوجه، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثا صحيحا، وأختار حديث سهل بن أبي حثمة.
وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم قال: ثبتت الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، ورأى أن كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف فهو جائز وهذا على قدر الخوف.
قال إسحاق: ولسنا نختار حديث سهل بن أبي حثمة على غيره من الروايات. وحديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وقد رواه موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
562 - حدثنا محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد القطان أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف قال:
- "يقوم الإمام مستقبل القبلة وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى العدو، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم ركعة، ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم، ثم يذهبون إلى مقام أولئك ويجيء أولئك فيركع بهم ركعة ويسجد بهم سجدتين فهي له ثنتان ولهم واحدة ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين".
563 - قال محمد بن بشار: سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث فحدثني عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري وقال لي اكتبه إلى جنبه، ولست أحفظ الحديث ولكنه مثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن صحيح لم يرفعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد، وهكذا رواه أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري موقوفا، ورفعه شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد.
564 - وروى مالك بن أنس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عن من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فذكر نحوه.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق.
وروي عن غير واحد "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين ركعة ركعة فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولهم ركعة ركعة".
394 - باب ما جاء في سجود القرآن
565 - حدثنا سفيان بن وكيع أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال:
- "سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم".
وفي الباب عن علي وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود وزيد بن ثابت وعمرو بن العاص.
قال أبو عيسى: حديث أبي الدرداء حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي.
566 - حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن صالح أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمر وهو ابن حيان الدمشقي قال سمعت مخبرا يخبرني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال
- "سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم".
وهذا أصح من حديث سفيان بن وكيع عن عبد الله بن وهب.
395 - باب في خروج النساء إلى المساجد
567 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد قالا: كنا عند ابن عمر فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- "ايذنوا للنساء بالليل إلى المساجد" فقال ابنه: والله لا نأذن لهن يتخذنه دغلا، فقال: فعل الله بك وفعل، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا نأذن!؟".
وفي الباب عن أبي هريرة وزينب امرأة عبد الله بن مسعود وزيد بن خالد.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
396 - باب في كراهية البزاق في المسجد
568 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبد الله المحاربي قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كنت في الصلاة فلا تبزق عن يمينك، ولكن خلفك أو تلقاء شمالك، أو تحت قدمك اليسرى".
وفي الباب عن أبي سعيد وابن عمر وأنس وأبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث طارق حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم.
وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعا يقول: لم يكذب ربعي بن حراش في الإسلام كذبة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: أثبت أهل الكوفة منصور ابن المعتمر.
569 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
397 - باب في السجدة في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق
570 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب ابن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال:
- "سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ باسم ربك، وإذا السماء انشقت".
571 - حدثنا قتيبة أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وفي الحديث أربعة من التابعين بعضهم عن بعض.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم يرون السجود في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك.
398 - باب ما جاء في السجدة في النجم
572 - حدثنا هارون بن عبد الله البزاز أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا أبي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يعني النجم والمسلمون والمشركون والجن والإنس".
وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنه.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يرون السجود في سورة النجم.
وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: ليس في المفصل سجدة. وهو قول مالك بن أنس. والقول الأول أصح. وبه يقول الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
399 - باب ما جاء من لم يسجد فيه
573 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن يزيد عن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال:
- "قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها".
قال أبو عيسى: حديث زيد بن ثابت حديث حسن صحيح.
وتأول بعض أهل العلم هذا الحديث فقال إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم السجود لأن زيد بن ثابت حين قرأ فلم يسجد لم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: السجدة واجبة على من سمعها ولم يرخصوا في تركها.
وقالوا إن سمع الرجل وهو على غير وضوء فإذا توضأ سجد. وهو قول سفيان وأهل الكوفة. وبه يقول إسحاق.
وقال بعض أهل العلم إنما السجدة على من أراد أن يسجد فيها والتمس فضلها، ورخصوا في تركها قالوا إن أراد ذلك. واحتجوا بالحديث المرفوع، حديث زيد بن ثابت قال "قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد" فقالوا: لو كانت السجدة واجبة لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم زيدا حتىكان يسجد ويسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
واحتجوا بحديث عمر أنه قرأ سجدة على المنبر فنزل فسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية فتهيأ الناس للسجود، فقال إنها لم تكتب علينا إلا أن نشاء فلم يسجد ولم يسجدوا. وذهب بعض أهل العلم إلى هذا وهو قول الشافعي وأحمد.
400 - باب ما جاء في السجدة في ص~
574 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في ص". قال ابن عباس: وليست من عزائم السجود.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
واختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في هذا، فرأى بعض أهل العلم أن يسجد فيها. وهو قول سفيان وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضهم: إنها توبة نبي ولم يرو السجود فيها.
401 - باب في السجدة في الحج
575 - حدثنا قتيبة أخبرنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال:
- "قلت يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.
واختلف أهل العلم في هذا. فروي عن عمر بن الخطاب وابن عمر أنهما قالا: فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين. وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
ورأى بعضهم فيها سجدة وهو قول سفيان الثوري ومالك وأهل الكوفة.
402 - باب ما جاء ما يقول في سجود القرآن
576 - حدثنا قتيبة أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس أخبرنا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال: قال لي ابن جريج: يا حسن أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال:
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود. قال الحسن: قال لي ابن جريج: قال لي جدك: قال ابن عباس: فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد. فقال ابن عباس: سمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة.
وفي الباب عن أبي سعيد.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
577 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الوهاب الثقفي أخبرنا خالد الحذاء عن أبي العالية عن عائشة قالت:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
403 - باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل فقضاه بالنهار
578 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو صفوان عن يونس عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد الله أخبراه عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو صفوان اسمه عبد الله بن سعيد المكي وروى عنه الحميدي وكبار الناس.
404 - باب ما جاء في التشديد في الذي يرفع رأسه قبل الإمام
579 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد وهو أبو الحارث البصري ثقة عن أبي هريرة قال:
- قال محمد صلى الله عليه وسلم "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار".
قال قتيبة: قال حماد: قال لي محمد بن زياد: إنما قال "أما يخشى".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومحمد بن زياد وهو بصري ثقة يكنى أبا الحارث.
405 - باب ما جاء في الذي يصلي الفريضة ثم يؤم الناس بعد ذلك
580 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله
- "أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أصحابنا الشافعي وأحمد وإسحاق. قالوا: إذا أم الرجل القوم في المكتوبة وقد كان صلاها قبل ذلك، أن صلاة من ائتم به جائزة واحتجوا بحديث جابر في قصة معاذ. وهو حديث صحيح، وقد روي من غير وجه عن جابر.
وروي عن أبي الدرداء أنه سئل عن رجل دخل المسجد والقوم في صلاة العصر وهو يحسب أنها صلاة الظهر فائتم به. قال: صلاته جائزة.
وقد قال قوم من أهل الكوفة: إذا ائتم قوم بإمام وهو يصلي العصر وهم يحسبون أنها الظهر فصلى بهم واقتدوا به، فإن صلاة المقتدي فاسدة إذا اختلفت نية الإمام والمأموم.
406 - باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد
581 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا خالد بن عبد الرحمن قال حدثني غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك قال:
- "كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله وابن عباس. وقد روى هذا الحديث وكيع عن خالد بن عبد الرحمن.
407 - باب ما ذكر مما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس
582 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
583 - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري أخبرنا عبد العزيز بن مسلم أخبرنا أبو ظلال عن أنس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وسألت محمد بن إسماعيل عن أبي ظلال فقال: هو مقارب الحديث. قال محمد: واسمه هلال.
408 - باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة
584 - حدثنا محمود بن غيلان وغير واحد قالوا أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته.
585 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بعض أصحاب عكرمة
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة" فذكر نحوه.
وفي الباب عن أنس وعائشة.
586 - حدثنا مسلم بن حاتم البصري أبو حاتم أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس قال:
- "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
587 - حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت:
- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة قال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة الرجل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
409 - باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام ساجدا كيف يصنع
588 - حدثنا هشام بن يونس الكوفي أخبرنا المحاربي عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، وعن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قالا:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه. والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: إذا جاء الرجل والإمام ساجد فليسجد ولا تجزئه تلك الركعة إذا فاته الركوع مع الإمام.
واختار عبد الله بن المبارك أن يسجد مع الإمام. وذكر عن بعضهم فقال لعله لا يرفع رأسه من تلك السجدة حتى يغفر له.
410 - باب كراهية أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام عند افتتاح الصلاة
589 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني خرجت".
وفي الباب عن أنس. وحديث أنس غير محفوظ.
قال أبو عيسى: حديث أبي قتادة حديث حسن صحيح. وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام.
وقال بعضهم: إذا كان الإمام في المسجد وأقيمت الصلاة فإنما يقومون إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة. وهو قول ابن المبارك.
411 - باب ما ذكر في الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء
590 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا يحيى بن آدم أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال:
- "كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه".
وفي الباب عن فضالة بن عبيد.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله حديث حسن صحيح.
وروى أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم هذا الحديث مختصرا.
412 - باب ما ذكر في تطييب المساجد
591 - حدثنا محمد بن حاتم البغدادي أخبرنا عامر بن صالح الزبيري أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".
592 - حدثنا هناد أخبرنا عبدة ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فذكر نحوه. وهذا أصح من الحديث الأول.
593 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فذكر نحوه.
قال سفيان ببناء المساجد في الدور يعني القبائل.
413 - باب ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى
594 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن ابن عمر
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى".
قال أبو عيسى: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم ووقفه بعضهم.
وروي عن عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
والصحيح ما روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "صلاة الليل مثنى مثنى".
وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه صلاة النهار.
وقد روي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعا.
وقد اختلف أهل العلم في ذلك، فرأى بعضهم أن صلاة الليل مثنى مثنى، وهو قول الشافعي وأحمد. وقال بعضهم: صلاة الليل مثنى مثنى، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعا مثل الأربع قبل الظهر وغيرها من صلاة التطوع. وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق.
414 - باب كيف كان يتطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار
595 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال:
- "سألنا عليا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار، فقال: إنكم لا تطيقون ذلك فقلنا: من أطاق ذلك منا. فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلى أربعا، ويصلي قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين".
596 - حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وقال إسحاق بن إبراهيم: أحسن شيء روي في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار هذا.
وروي عن ابن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث وإنما ضعفه عندنا، والله أعلم لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة هو ثقة عند بعض أهل الحديث.
قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد القطان. قال سفيان: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث.
415 - باب في كراهية الصلاة في لحف النساء
597 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى أخبرنا خالد بن الحارث عن أشعث وهو ابن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي في لحف نسائه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد روي في ذلك رخصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
416 - باب ما يجوز من المشي والعمل في صلاة التطوع
598 - حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف أخبرنا بشر بن المفضل عن برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
- "جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق، فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مكانه، ووصفت الباب في القبلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
417 - باب ما ذكر في قراءة سورتين في ركعة
599 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن الأعمش قال:
- "سمعت أبا وائل قال: سأل رجل عبد الله عن هذا الحرف {غير آسن} أو {ياسن} قال: كل القرآن قرأت غير هذا؟ قال نعم، قال: إن قوما يقرأونه ينثرونه نثر الدقل، لا يجاوز تراقيهم، إني لأعرف السور النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فأمرنا علقمة فسأله فقال: عشرون سورة من المفصل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بين كل سورتين في كل ركعة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
418 - باب ما ذكر في فضل المشي إلى المسجد وما يكتب له من الأجر في خطاه
600 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن الأعمش سمع ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه أو قال: لا ينهزه إلا إياها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة أوحط عنه بها خطيئة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
419 - باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب فيالبيت أفضل
601 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا إبراهيم بن أبي الوزير أخبرنا محمد بن موسى عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال:
- "صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل المغرب فقام ناس يتنفلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الصلاة في البيوت".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روي عن ابن عمر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد المغرب في بيته".
وقد روي عن حذيفة "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء الآخرة" ففي هذا الحديث دلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد.
420 - باب في الاغتسال عند ما يسلم الرجل
602 - حدثنا بندار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن قيس بن عاصم
- "أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر".
وفي الباب عن أبي هريرة.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
والعمل عليه عند أهل العلم يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه.
421 - باب ما ذكر من التسمية في دخول الخلاء
603 - حدثنا محمد بن حميد الرازي أخبرنا الحكم بن بشير بن سلمان أخبرنا خلاد الصفار عن الحكم بن عبد الله النصري عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بذاك.
وقد روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا.
422 - باب ما ذكر من سيماء هذه الأمة من آثار السجود والطهور يوم القيامة
604 - حدثنا أبو الوليد الدمشقي أخبرنا الوليد بن مسلم قال: قال صفوان بن عمرو أخبرني يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر.
423 - باب ما يستحب من التيمن في الطهور
605 - حدثنا هناد أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت:
- "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل".
وأبو الشعثاء اسمه سليم بن أسود المحاربي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
424 - باب ذكر قدر ما يجزئ من الماء في الوضوء
606 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن جبر عن أنس بن مالك
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجزئ في الوضوء رطلان من ماء".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا اللفظ.
وروى شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي".
425 - باب ما ذكر في نضح بول الغلام الرضيع
607 - حدثنا بندار أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في بول الغلام الرضيع: "ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية". قال قتادة وهذا ما لم يطعما، فإذا طعما غسلا جميعا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، ووقفه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ولم يرفعه.
426 - باب ما ذكر في الرخصة للجنب في الأكل والنوم إذا توضأ
608 - حدثنا هناد أخبرنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
427 - باب ما ذكر في فضل الصلاة
609 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا غالب أبو بشر عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة قال:
- قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد على الحوض، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة برهان، والصوم جنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة، إنه لا يربولحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدا.
610 - وقال محمد: حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا.
428 - باب منه
611 - حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرنا معاوية بن صالح قال حدثني سليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول:
- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: "اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم" قال قلت لأبي أمامة: منذ كم سمعت هذا الحديث؟ قال: سمعت وأنا ابن ثلاثين سنة.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
آخر أبواب الصلاة.
سنن الترمذي
390 - باب ما جاء في صلاة الاستسقاء
553 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه:
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين جهر بالقراءة فيها وحول رداءه ورفع يديه واستسقى واستقبل القبلة".
وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة وأنس وآبي اللحم.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح.
وعلى هذا العمل عند أهل العلم وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
واسم عم عباد بن تميم هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.
554 - حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم
- "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي وهو مقنع بكفيه يدعو".
قال أبو عيسى: كذا قال قتيبة في هذا الحديث "عن آبي اللحم" ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد.
وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة.
555 - حدثنا قتيبة أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحاق وهو ابن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني الوليد بن عقبة وهو أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقال:
- "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
556 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع عن سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه فذكر نحوه، وزاد فيه متخشعا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وهو قول الشافعي قال يصلي صلاة الاستسقاء نحو صلاة العيدين، يكبر في الركعة الأولى سبعا، وفي الثانية خمسا، واحتج بحديث ابن عباس.
قال أبو عيسى: وروى عن مالك بن أنس أنه قال: لا يكبر في صلاة الاستسقاء كما يكبر في صلاة العيدين.
391 - باب في صلاة الكسوف
557 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس
- عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها".
وفي الباب عن علي وعائشة وعبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير والمغيرة بن شعبة وأبي مسعود وأبي بكرة وسمرة وابن مسعود وأسماء ابنة أبي بكر وابن عمر وقبيصة الهلالي وجابر بن عبد الله وأبي موسى وعبد الرحمن بن سمرة وأبي بن كعب.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.
وقد روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه صلى في كسوف أربع ركعات في أربع سجدات".
وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
قال: واختلف أهل العلم في القراءة في صلاة الكسوف، فرأى بعض أهل العلم أن يسر بالقراءة فيها بالنهار.
ورأى بعضهم أن يجهر بالقراءة فيها كنحو صلاة العيدين والجمعة.
وبه يقول مالك وأحمد وإسحاق يرون الجهر فيها.
قال الشافعي لا يجهر فيها.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كلتا الروايتين.
صح عنه أنه صلى أربع ركعات في أربع سجدات، وصح عنه أنه صلى ست ركعات في أربع سجدات.
وهذا عند أهل العلم جائز على قدر الكسوف، إن تطاول الكسوف فصلى ست ركعات في أربع سجدات فهو جائز، وإن صلى أربع ركعات في أربع سجدات وأطال القراءة فهو جائز.
ويرى أصحابنا أن يصلي صلاة الكسوف في جماعة في كسوف الشمس والقمر.
558 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت:
- "خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فأطال القراءة ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة، وهي دون الأولى ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الأول، ثم رفع رأسه فسجد ثم فعل ذلك في الركعة الثانية".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق يرون صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات.
قال الشافعي: يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن ونحوا من سورة البقرة سرا إن كان بالنهار، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع رأسه بتكبير وثبت قائما كما هو، وقرأ أيضا بأم القرآن ونحوا من آل عمران، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته ثم رفع رأسه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد سجدتين تامتين، ويقيم في كل سجدة نحوا مما أقام في ركوعه، ثم قام فقرأ بأم القرآن ونحوا من سورة النساء، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع رأسه بتكبير وثبت قائما، ثم قرأ نحوا من سورة المائدة، ثم ركع ركوعا طويلا نحوا من قراءته، ثم رفع فقال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد سجدتين، ثم تشهد وسلم".
392 - باب كيف القراءة في الكسوف
559 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب قال:
- صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا".
وفي الباب عن عائشة.
قال أبو عيسى: حديث سمرة بن جندب حديث حسن صحيح غريب.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا. وهو قول الشافعي.
560 - حدثنا أبو بكر محمد بن أبان أخبرنا إبراهيم بن صدقة عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة:
-"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها"
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وروى أبو إسحاق الفزاري عن سفيان بن حسين نحوه.
وبهذا الحديث يقول مالك وأحمد وإسحاق.
393 - باب ما جاء في صلاة الخوف
561 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم فقام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم".
وفي الباب عن جابر وحذيفة وزيد بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود وسهل بن أبي حثمة وأبي عياش الزرقي واسمه زيد بن صامت وأبي بكرة.
قال أبو عيسى: وقد ذهب مالك بن أنس في صلاة الخوف إلى حديث سهل بن أبي حثمة.
وهو قول الشافعي.
وقال أحمد: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف على أوجه، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثا صحيحا، وأختار حديث سهل بن أبي حثمة.
وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم قال: ثبتت الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، ورأى أن كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف فهو جائز وهذا على قدر الخوف.
قال إسحاق: ولسنا نختار حديث سهل بن أبي حثمة على غيره من الروايات. وحديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وقد رواه موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
562 - حدثنا محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد القطان أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف قال:
- "يقوم الإمام مستقبل القبلة وتقوم طائفة منهم معه، وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى العدو، فيركع بهم ركعة، ويركعون لأنفسهم ركعة، ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم، ثم يذهبون إلى مقام أولئك ويجيء أولئك فيركع بهم ركعة ويسجد بهم سجدتين فهي له ثنتان ولهم واحدة ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين".
563 - قال محمد بن بشار: سألت يحيى بن سعيد عن هذا الحديث فحدثني عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري وقال لي اكتبه إلى جنبه، ولست أحفظ الحديث ولكنه مثل حديث يحيى بن سعيد الأنصاري.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن صحيح لم يرفعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد، وهكذا رواه أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري موقوفا، ورفعه شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد.
564 - وروى مالك بن أنس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عن من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فذكر نحوه.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق.
وروي عن غير واحد "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين ركعة ركعة فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولهم ركعة ركعة".
394 - باب ما جاء في سجود القرآن
565 - حدثنا سفيان بن وكيع أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال:
- "سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم".
وفي الباب عن علي وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود وزيد بن ثابت وعمرو بن العاص.
قال أبو عيسى: حديث أبي الدرداء حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر الدمشقي.
566 - حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن صالح أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمر وهو ابن حيان الدمشقي قال سمعت مخبرا يخبرني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال
- "سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم".
وهذا أصح من حديث سفيان بن وكيع عن عبد الله بن وهب.
395 - باب في خروج النساء إلى المساجد
567 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد قالا: كنا عند ابن عمر فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- "ايذنوا للنساء بالليل إلى المساجد" فقال ابنه: والله لا نأذن لهن يتخذنه دغلا، فقال: فعل الله بك وفعل، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا نأذن!؟".
وفي الباب عن أبي هريرة وزينب امرأة عبد الله بن مسعود وزيد بن خالد.
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح.
396 - باب في كراهية البزاق في المسجد
568 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبد الله المحاربي قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كنت في الصلاة فلا تبزق عن يمينك، ولكن خلفك أو تلقاء شمالك، أو تحت قدمك اليسرى".
وفي الباب عن أبي سعيد وابن عمر وأنس وأبي هريرة.
قال أبو عيسى: حديث طارق حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم.
وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعا يقول: لم يكذب ربعي بن حراش في الإسلام كذبة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: أثبت أهل الكوفة منصور ابن المعتمر.
569 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
397 - باب في السجدة في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق
570 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب ابن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال:
- "سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ باسم ربك، وإذا السماء انشقت".
571 - حدثنا قتيبة أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وفي الحديث أربعة من التابعين بعضهم عن بعض.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم يرون السجود في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك.
398 - باب ما جاء في السجدة في النجم
572 - حدثنا هارون بن عبد الله البزاز أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا أبي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يعني النجم والمسلمون والمشركون والجن والإنس".
وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنه.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يرون السجود في سورة النجم.
وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: ليس في المفصل سجدة. وهو قول مالك بن أنس. والقول الأول أصح. وبه يقول الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
399 - باب ما جاء من لم يسجد فيه
573 - حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن يزيد عن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال:
- "قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها".
قال أبو عيسى: حديث زيد بن ثابت حديث حسن صحيح.
وتأول بعض أهل العلم هذا الحديث فقال إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم السجود لأن زيد بن ثابت حين قرأ فلم يسجد لم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: السجدة واجبة على من سمعها ولم يرخصوا في تركها.
وقالوا إن سمع الرجل وهو على غير وضوء فإذا توضأ سجد. وهو قول سفيان وأهل الكوفة. وبه يقول إسحاق.
وقال بعض أهل العلم إنما السجدة على من أراد أن يسجد فيها والتمس فضلها، ورخصوا في تركها قالوا إن أراد ذلك. واحتجوا بالحديث المرفوع، حديث زيد بن ثابت قال "قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد" فقالوا: لو كانت السجدة واجبة لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم زيدا حتىكان يسجد ويسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
واحتجوا بحديث عمر أنه قرأ سجدة على المنبر فنزل فسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية فتهيأ الناس للسجود، فقال إنها لم تكتب علينا إلا أن نشاء فلم يسجد ولم يسجدوا. وذهب بعض أهل العلم إلى هذا وهو قول الشافعي وأحمد.
400 - باب ما جاء في السجدة في ص~
574 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
- "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في ص". قال ابن عباس: وليست من عزائم السجود.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
واختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في هذا، فرأى بعض أهل العلم أن يسجد فيها. وهو قول سفيان وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضهم: إنها توبة نبي ولم يرو السجود فيها.
401 - باب في السجدة في الحج
575 - حدثنا قتيبة أخبرنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال:
- "قلت يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
قال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.
واختلف أهل العلم في هذا. فروي عن عمر بن الخطاب وابن عمر أنهما قالا: فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين. وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
ورأى بعضهم فيها سجدة وهو قول سفيان الثوري ومالك وأهل الكوفة.
402 - باب ما جاء ما يقول في سجود القرآن
576 - حدثنا قتيبة أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس أخبرنا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال: قال لي ابن جريج: يا حسن أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال:
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود. قال الحسن: قال لي ابن جريج: قال لي جدك: قال ابن عباس: فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد. فقال ابن عباس: سمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة.
وفي الباب عن أبي سعيد.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
577 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الوهاب الثقفي أخبرنا خالد الحذاء عن أبي العالية عن عائشة قالت:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
403 - باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل فقضاه بالنهار
578 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو صفوان عن يونس عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد الله أخبراه عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو صفوان اسمه عبد الله بن سعيد المكي وروى عنه الحميدي وكبار الناس.
404 - باب ما جاء في التشديد في الذي يرفع رأسه قبل الإمام
579 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد وهو أبو الحارث البصري ثقة عن أبي هريرة قال:
- قال محمد صلى الله عليه وسلم "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار".
قال قتيبة: قال حماد: قال لي محمد بن زياد: إنما قال "أما يخشى".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ومحمد بن زياد وهو بصري ثقة يكنى أبا الحارث.
405 - باب ما جاء في الذي يصلي الفريضة ثم يؤم الناس بعد ذلك
580 - حدثنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله
- "أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أصحابنا الشافعي وأحمد وإسحاق. قالوا: إذا أم الرجل القوم في المكتوبة وقد كان صلاها قبل ذلك، أن صلاة من ائتم به جائزة واحتجوا بحديث جابر في قصة معاذ. وهو حديث صحيح، وقد روي من غير وجه عن جابر.
وروي عن أبي الدرداء أنه سئل عن رجل دخل المسجد والقوم في صلاة العصر وهو يحسب أنها صلاة الظهر فائتم به. قال: صلاته جائزة.
وقد قال قوم من أهل الكوفة: إذا ائتم قوم بإمام وهو يصلي العصر وهم يحسبون أنها الظهر فصلى بهم واقتدوا به، فإن صلاة المقتدي فاسدة إذا اختلفت نية الإمام والمأموم.
406 - باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد
581 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا خالد بن عبد الرحمن قال حدثني غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك قال:
- "كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله وابن عباس. وقد روى هذا الحديث وكيع عن خالد بن عبد الرحمن.
407 - باب ما ذكر مما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس
582 - حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال:
- "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
583 - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري أخبرنا عبد العزيز بن مسلم أخبرنا أبو ظلال عن أنس قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وسألت محمد بن إسماعيل عن أبي ظلال فقال: هو مقارب الحديث. قال محمد: واسمه هلال.
408 - باب ما ذكر في الالتفات في الصلاة
584 - حدثنا محمود بن غيلان وغير واحد قالوا أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس
- "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته.
585 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بعض أصحاب عكرمة
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة" فذكر نحوه.
وفي الباب عن أنس وعائشة.
586 - حدثنا مسلم بن حاتم البصري أبو حاتم أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس قال:
- "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
587 - حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت:
- "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة قال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة الرجل".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
409 - باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام ساجدا كيف يصنع
588 - حدثنا هشام بن يونس الكوفي أخبرنا المحاربي عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، وعن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قالا:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه. والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: إذا جاء الرجل والإمام ساجد فليسجد ولا تجزئه تلك الركعة إذا فاته الركوع مع الإمام.
واختار عبد الله بن المبارك أن يسجد مع الإمام. وذكر عن بعضهم فقال لعله لا يرفع رأسه من تلك السجدة حتى يغفر له.
410 - باب كراهية أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام عند افتتاح الصلاة
589 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني خرجت".
وفي الباب عن أنس. وحديث أنس غير محفوظ.
قال أبو عيسى: حديث أبي قتادة حديث حسن صحيح. وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن ينتظر الناس الإمام وهم قيام.
وقال بعضهم: إذا كان الإمام في المسجد وأقيمت الصلاة فإنما يقومون إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة. وهو قول ابن المبارك.
411 - باب ما ذكر في الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء
590 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا يحيى بن آدم أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال:
- "كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه".
وفي الباب عن فضالة بن عبيد.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله حديث حسن صحيح.
وروى أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم هذا الحديث مختصرا.
412 - باب ما ذكر في تطييب المساجد
591 - حدثنا محمد بن حاتم البغدادي أخبرنا عامر بن صالح الزبيري أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
- "أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".
592 - حدثنا هناد أخبرنا عبدة ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فذكر نحوه. وهذا أصح من الحديث الأول.
593 - حدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فذكر نحوه.
قال سفيان ببناء المساجد في الدور يعني القبائل.
413 - باب ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى
594 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن ابن عمر
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى".
قال أبو عيسى: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم ووقفه بعضهم.
وروي عن عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
والصحيح ما روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "صلاة الليل مثنى مثنى".
وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه صلاة النهار.
وقد روي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعا.
وقد اختلف أهل العلم في ذلك، فرأى بعضهم أن صلاة الليل مثنى مثنى، وهو قول الشافعي وأحمد. وقال بعضهم: صلاة الليل مثنى مثنى، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعا مثل الأربع قبل الظهر وغيرها من صلاة التطوع. وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق.
414 - باب كيف كان يتطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار
595 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال:
- "سألنا عليا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار، فقال: إنكم لا تطيقون ذلك فقلنا: من أطاق ذلك منا. فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند العصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلى أربعا، ويصلي قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين".
596 - حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وقال إسحاق بن إبراهيم: أحسن شيء روي في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار هذا.
وروي عن ابن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث وإنما ضعفه عندنا، والله أعلم لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة هو ثقة عند بعض أهل الحديث.
قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد القطان. قال سفيان: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث.
415 - باب في كراهية الصلاة في لحف النساء
597 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى أخبرنا خالد بن الحارث عن أشعث وهو ابن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي في لحف نسائه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد روي في ذلك رخصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
416 - باب ما يجوز من المشي والعمل في صلاة التطوع
598 - حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف أخبرنا بشر بن المفضل عن برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
- "جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق، فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مكانه، ووصفت الباب في القبلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
417 - باب ما ذكر في قراءة سورتين في ركعة
599 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن الأعمش قال:
- "سمعت أبا وائل قال: سأل رجل عبد الله عن هذا الحرف {غير آسن} أو {ياسن} قال: كل القرآن قرأت غير هذا؟ قال نعم، قال: إن قوما يقرأونه ينثرونه نثر الدقل، لا يجاوز تراقيهم، إني لأعرف السور النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فأمرنا علقمة فسأله فقال: عشرون سورة من المفصل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بين كل سورتين في كل ركعة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
418 - باب ما ذكر في فضل المشي إلى المسجد وما يكتب له من الأجر في خطاه
600 - حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن الأعمش سمع ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه أو قال: لا ينهزه إلا إياها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة أوحط عنه بها خطيئة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
419 - باب ما ذكر في الصلاة بعد المغرب فيالبيت أفضل
601 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا إبراهيم بن أبي الوزير أخبرنا محمد بن موسى عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال:
- "صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل المغرب فقام ناس يتنفلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الصلاة في البيوت".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روي عن ابن عمر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد المغرب في بيته".
وقد روي عن حذيفة "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء الآخرة" ففي هذا الحديث دلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد.
420 - باب في الاغتسال عند ما يسلم الرجل
602 - حدثنا بندار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن قيس بن عاصم
- "أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر".
وفي الباب عن أبي هريرة.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
والعمل عليه عند أهل العلم يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه.
421 - باب ما ذكر من التسمية في دخول الخلاء
603 - حدثنا محمد بن حميد الرازي أخبرنا الحكم بن بشير بن سلمان أخبرنا خلاد الصفار عن الحكم بن عبد الله النصري عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بذاك.
وقد روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا.
422 - باب ما ذكر من سيماء هذه الأمة من آثار السجود والطهور يوم القيامة
604 - حدثنا أبو الوليد الدمشقي أخبرنا الوليد بن مسلم قال: قال صفوان بن عمرو أخبرني يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر.
423 - باب ما يستحب من التيمن في الطهور
605 - حدثنا هناد أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت:
- "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتعل".
وأبو الشعثاء اسمه سليم بن أسود المحاربي.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
424 - باب ذكر قدر ما يجزئ من الماء في الوضوء
606 - حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن جبر عن أنس بن مالك
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجزئ في الوضوء رطلان من ماء".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا اللفظ.
وروى شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي".
425 - باب ما ذكر في نضح بول الغلام الرضيع
607 - حدثنا بندار أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في بول الغلام الرضيع: "ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية". قال قتادة وهذا ما لم يطعما، فإذا طعما غسلا جميعا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، ووقفه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ولم يرفعه.
426 - باب ما ذكر في الرخصة للجنب في الأكل والنوم إذا توضأ
608 - حدثنا هناد أخبرنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار
- "أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
427 - باب ما ذكر في فضل الصلاة
609 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا غالب أبو بشر عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجرة قال:
- قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد على الحوض، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة برهان، والصوم جنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة، إنه لا يربولحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدا.
610 - وقال محمد: حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن موسى عن غالب بهذا.
428 - باب منه
611 - حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرنا معاوية بن صالح قال حدثني سليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول:
- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: "اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم" قال قلت لأبي أمامة: منذ كم سمعت هذا الحديث؟ قال: سمعت وأنا ابن ثلاثين سنة.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
آخر أبواب الصلاة.
سنن الترمذي